تاريخ آل سعود(الحلقة الثالثة)
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
اعداد علي خيرالله شريف
من هو محمد بن عبد الوهاب؟
لكي نفهم جيداً آل سعود وتاريخهم لا بد من التعريف بمحمد بن عبد الوهاب الذي اقترن اسمه بحركة السعوديين ووجودهم والذي هو مؤسس مذهبهم الوهابي المعروف.
ولد محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ الموافق في 1703م (وذلك في مدينة العُيَيْنَة في نجد ) من أسرة يهودية قَدِمَت من يهود الدونمة في تركيا، التي اندست في الإسلام بقصد الهروب من ملاحقة السلاطين العثمانيين. ثم عمدت إلى الإساءة إلى الإسلام في مَعرِضِ محاربته وتَشويهِه. اسمُهُ "محمد بن عبد الوهاب بن سليمان" نسبة إلى جده "شولمان" قرقوزي، من بلدة بورصة التركية حيث كان تاجر بطيخ (كما يقول الكاتب)، إلا أنه انتقل من تجارة البطيخ إلى اعتماد مهنة رجل دين، اعتمر العمامة فجأةً وأطال لحيته وحَلَقَ شارِبَيه وحَمَلَ عصا تساعده على قضاء حوائجه.
هاجر شولمان قرقوزي، إلى منطقة دوما في ضواحي دمشق، إلا أن أهالي الشام ضربوه وطردوه بسبب شعوذاته الدينية. وبعد دمشق هرب إلى مصر ثم مكة ثم المدينة المنورة التي كان يُطرد منها كل مرة، إلى أن استَقَرَّ في مدينة اسمها "العُيَيْنَة"، حيث وَجَدَ ارضاً خصبة للشعوذة والمتاجرة بالدين، وأنجب العديد من الأولاد منهم عبد الوهاب بن سليمان الذي بدوره أنجب محمد بن عبد الوهاب الذي سار على نهج والده عبد الوهاب وجَدِّهِ سليمان قرقوزي في ممارسة الشعوذة. وطُورِدَ هو الآخر من نَجد إلى العراق ثم مصر ثم الشام، ثم طُورِدَ من الشام إلى البلدة الأولى التي انطلق منها "العُيَيْنَة"، إلا أنه اصطدم هناك بحاكمها عثمان بن معمّر الذي وضعه تحت الرقابة المشددة. ولكنه أفلت من عثمان وعاد إلى الدرعية التي كان يحكمها محمد بن سعود، وهناك وَقَّعَ معه على عقد شراكة يكون بموجبه محمد بن سعود صاحب السلطة الزمنية التي تنتقل إلى أولاده من بعده، ويلقَّب أميراً للمؤمنين، وتكون لمحمد بن عبد الوهاب ولِذُرِّيَتِهِ من بعده، السلطة الدينية، فيتولى عملية الإفتاء، على أن يفتي بتكفير وقتل كل من يعارض دعوتَهُ ولا يدفع له المال.
وهكذا، كانت بداية شركتهما اغتيال حاكم الرياض آنذاك "أدهم بن دوّاس" والاستيلاء على ممتلكاته. ثم أرسل بعض المرتزقة (ومنهم حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد) إلى حاكم العُيَيْنَة عثمان بن معمر، فاغتالوه أثناء أدائه صلاة الجمعة، واتهموه فيما بعد في دعاياتهم بأنه مشرك وكافر. ولما ثار عليهم أهالي العُيَيْنَة استعانوا بالمرتزقة وهدموا بيوتهم وأعملوا فيهم المجازر وبَقَروا بطون الحوامل واعتدوا على أعراض النساء. وأرادوا من وراء ذلك دَبَّ الرعبِ في البلدات المجاورة، إلى أن أعملوا المجازر بكل بلدان الجزيرة العربية. وهكذا بقيت العُيَيْنَة خراباً منذ العام 1163 حتى تاريخ تأليف الكتاب. ولكن المضحك المبكي أن محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ذهبا إلى بث الإشاعات أن ما حصل في العُيَيْنَة هو غضب إلهي عليها لأن حاكمها عثمان قد سخر من الجراد عندما قالوا له أنه سيأكل المحاصيل، فرد عليهم أنه سيفلت الدجاج ليأكل الجراد. فحاولا إقناع الناس أن قوله هذا هو منافٍ للقدرة الإلهية والسخرية من الجراد لا تجوز، ما دفع القدرة الالهية أن تنتقم من "العُيينة" وتُدَمِّرها.
(في الحلقة القادمة: كيف يقطع آل سعود الرؤوس البشرية؟)